کد مطلب:241027 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:122

من حسن ظنه بالله کان الله عند ظنه
روی الشیخ المجلسی طاب ثراه عن أحمد بن عمر، و الحسین بن یزید - أنهما قالا -: دخلنا علی الرضا علیه السلام فقلنا: إنا كنا فی سعة من الرزق و غضارة من العیش فتغیرت الحال بعض التغیر فادع الله أن یرد ذلك إلینا، فقال علیه السلام:

«أی شی ء تریدون تكونون ملوكا؟ أیسر كم أن تكونوا مثل طاهر و هرثمة، و إنكم علی خلاف ما أنتم علیه؟ فقلت: لا و الله ما سرنی أن لی الدنیا بما فیها ذهبا و فضة و انی علی خلاف ما أنا علیه. فقال علیه السلام: إن الله یقول: «اعملوا آل داود شكرا و قلیل من عبادی الشكور». [1] أحسن الظن بالله؛ فإن من حسن ظنه بالله كان الله عند ظنه، و من رضی بالقلیل من الرزق قبل منه الیسیر من العمل، و من رضی بالیسیر من الحلال خفت مؤونته، و نعم أهله، و بصره الله داء الدنیا و دواءها، و أخرجه منها سالما إلی دارالسلام» [2] .

فی الحدیث المذكور جهتان من الكلام الأولی ترجمة الرجال و هم: أحمد بن عمر و الحسین بن یزید و طاهر و هرثمة. الثانیة فبه الحدیث.

أما الجهة الأولی

فأحمد بن عمر بن أبی شعبة الحلبی ثقة من أصحاب الإمامین السابع و الثامن علیهماالسلام [3] و یأتی ذكره أیضا عند التكلم عن المثل: «بیدك صناعة لاتبیعها بمل ءالدنیا ذهبا». [4] .

و الحسین بن یزید هو ابن عبدالملك النوفلی المتطبب من أصحاب الإمام



[ صفحه 442]



الثامن، كان أدیبا شاعرا سكن الری و مات فیها - رحمه الله - [5] .

و طاهر: هو أبوالطیب أو أبوطلحة طاهر بن الحسین بن مصعب بن زریق بن ماهان الملقب بذوالیمینین والی خراسان كان من أكبر قواد المأمون و المجاهدین فی تثبیت دولته كان جده زریق بن ماهان أو باذان مجوسیا فأسلم علی ید طلحة الطلحات الخزاعی المشهور بالكرم والی سجستان و كان مولاه، و لذلك اشتهر الطاهر بالخزاعی و كان هو الذی سیره المأمون من خراسان إلی محاربة أخیه الأمین محمد بن زبیدة ببغداد لما خلع المأمون بیعته و سیر الأمین علی بن عیسی بن ماهان لدفعه فالتقیا بالری و قتل علی بن عیسی و كسر جیش الأمین و تقدم طاهر إلی بغداد و أخذ ما فی طریقه من البلاد و حاصر بغداد و قتل الأمین سنة 198 و حمل برأسه إلی خراسان و عقد للمأمون علی الخلافة فلما استقل المأمون بالملك كتب إلیه و هو مقیم ببغداد و كان والیا علیها بأن یسلم إلی الحسن بن سهل جمیع ما افتتحه من البلاد و هی العراق و بلاد الجبل و فارس و أهواز و الحجاز و الیمن و أن یتوجه هو إلی الرقة، و ولاه الموصل و بلاد الجزیرة و الشام و المغرب، فكان فیها إلی أن قدم المأمون بغداد فجاء إلیه و كان المأمون یرعاه لمناصحته و خدمته و لقبه ذوالیمینین و ذلك؛ لأنه ضرب شخصا بیساره فقده نصفین فی وقعته مع علی بن عیسی بن ماهان حتی قال بعض الشعراء:

- كلتا یدیك یمین حین تضربه -

فبعثه إلی خراسان فكان والیا علیها إلی أن توفی سنة 207 بمرو و هو الذی أسس دولة آل طاهر فی خراسان و ما والاها من 205 إلی 259، و كان طاهر من أصحاب الرضا علیه السلام كان متشیعا و ینسب التشیع أیضا إلی بنی طاهر كما فی مروج الذهب و غیره. ولد طاهر سنة 159 فی توشنج من بلاد خراسان وله عهد إلی ابنه و هو من أحسن الرسائل [6] .

و هرثمة:

هو هرثمة بن أعین كان أیضا من قواد المأمون و فی خدمته و كان مشهورا معروفا بالتشیع محبا لأهل البیت من أصحاب الرضا علیه السلام بل من خواصه و أصحاب سره



[ صفحه 443]



و یأخذ نفسه أنه من شیعته و كان قائما بمصالحه و كانت له محبة تامة و إخلاص كامل له، [7] و هو المكنی بأبی حبیب جاء خبره عن موت الإمام الرضا علیه السلام و أنه سم بالعنب و الرمان جمیعا [8] .

الجهة الثانیة فی فقه الحدیث

فنقول إن عرض الحاجة علی المعصوم علیه السلام عرض علی الله عزوجل فخرج بالتخصیص عن الذم المطلق بل قد جاء فی حق الأخ المؤمن فضلا عن المعصوم و لكنه مشروط ببعض الشروط المفقودة علی الأغلب فالأولی الكف. ثم مقایسة الرضا علیه السلام الولایة التی كان أحمد یمتلكها مع الدنیا بملئها ذهبا و فضة إنما هی لإثارة المعرفة بالنعمة الموهوبة العظمی المغفول عنها و إلا فلا تقاس بشی ء مهما كان نوعه. أما إحسان الظن بالله عزوجل فقد نصت علیه أحادیث أهل البیت علیهم السلام؛

منها النبوی: «... و الذی لاإله إلا هو لایحسن ظن عبد مؤمن بالله إلا كان الله عند ظن عبده المؤمن لأن الله كریم بیده الخیرات یستحی أن یكون عنده المؤمن قد أحسن به الظن ثم یخلف ظنه و رجاءه فأحسنوا بالله الظن و ارغبوا إلیه». [9] .

و الصادقی: «حسن الظن بالله أن لاترجو إلا الله و لاتخاف إلا ذنبك». [10] و لاینافی حسن الظن بالله تعالی لزوم الخوف منه عزوجل بل الإحساس بقصور العلم لاینفك عن الخوف أبدا.



[ صفحه 444]




[1] سبأ: 13.

[2] البحار 343 - 342/78، تحف العقول 449 - 448.

[3] معجم رجال الحديث 177:2. و هامش البحار 342:78.

[4] حرف الباء مع الياء.

[5] معجم رجال الحديث 113:6، و تعليق البحار 342:78، و يرمي بالغلو.

[6] تعليق البحار 343 - 342/78.

[7] تعليق البحار 343:78.

[8] عيون الأخبار 253 - 248/2 باب 64: و معجم رجال الحديث 256 - 255/19.

[9] أصول الكافي 72:2.

[10] المصدر.